فصل: (سورة الأحزاب: آية 21):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

{قد} حرف تحقيق، {منكم} متعلّق بحال من المعوّقين {لإخوانهم} متعلّق بالقائلين {هلّمّ} اسم فعل أمر بمعنى أقبلوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم {إلينا} متعلّق ب {هلّم} الواو حاليّة لا نافية {إلّا} للحصر {قليلا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته {أشحّة} حال منصوبة من فاعل يأتون {عليكم} متعلّق بأشحّ.
جملة: {يعلم اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هلمّ} في محلّ نصب مقول القول عامله القائلين.
وجملة: {لا يأتون} في محلّ نصب حال.
الفاء عاطفة {إليك} متعلّق ب {ينظرون} {كالذي} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ينظرون أو تدور وهو بحذف مضاف أي كنظر الذي أو كدوران عين الذي.
{عليه} نائب الفاعل لفعل يغشى {من الموت} متعلّق ب {يغشى} ومن سببيّة الفاء عاطفة {بألسنة} متعلّق ب {سلقوكم} {أشحّة} حال منصبة من فاعل سلقوكم {على الخير} متعلّق بأشحّة الفاء عاطفة {على اللّه} متعلّق بالخبر {يسيرا}.
وجملة: {جاء الخوف} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {رأيتهم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {ينظرون} في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في {رأيتهم} وجملة: {تدور أعينهم} في محلّ نصب حال من فاعل ينظرون.
وجملة: {يغشى عليه} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {ذهب الخوف} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {سلقوكم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {أولئك لم يؤمنوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لم يؤمنوا} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك}.
وجملة: {أحبط اللّه} في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يؤمنوا.
وجملة: {كان ذلك} {يسيرا} لا محلّ لها اعتراضيّة.
الواو عاطفة {لو} حرف تمنّ {في الأعراب} متعلّق ب {بادون} {عن أنبائكم} متعلّق ب {يسألون} {لو} الثاني حرف شرط غير جازم.
{فيكم} متعلّق بخبر كانوا ما نافية {إلّا} للحصر {قليلا} مفعول مطلق نائب عن المصدر.
وجملة: {يحسبون} في محلّ نصب حال من الضمير في أعمالهم.
وجملة: {لم يذهبوا} في محلّ نصب مفعول به ثان.
وجملة: {إن يأت الأحزاب} معطوفة على جملة يحسبون.
وجملة: {يودّوا} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
والمصدر المؤوّل {أنّهم بادون} في محلّ نصب مفعول به عامله يودّو.
وجملة: {يسألون} في محلّ نصب حال من الضمير في {بادون}.
وجملة: {لو كانوا فيكم} معطوفة على جملة يحسبون.
وجملة: {ما قاتلوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

.الصرف:

{المعوّقين} جمع المعوّق، اسم فاعل من الرباعيّ عوّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين، بمعنى المثبطين.
{أشحّة} جمع شحيح صفة مشبّهة من الثلاثيّ شحّ باب ضرب بمعنى بخل، وقد يأتي من باب نصر وباب فتح- وهذا الجمع- وزنه أفعلة- غير قياسيّ، فقياس فعيل الوصف الذي اتّحدت عينه ولامه أن يجمع على أفعلاء مثل خليل وأخلّاء وظنين وأظنّاء، وقد سمع أشحّاء.
{حداد} جمع حديد بمعنى القاطع وزنه فعيل، صفة مشبّهة من الثلاثيّ حدّ السيف باب ضرب أي ردّه وأصبح قاطعا، ووزن حداد فعال بكسر الفاء.. وثمّة جمع آخر هو أحدّاء زنة أفعلاء.
{بادون} اسم فاعل من الثلاثيّ بدا، وزنه فاعون، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع شأن الاسم المنقوص، أصله باديون، ثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال- إعلال بالتسكين- التقى ساكنان فحذفت الياء.. وهو إعلال بالحذف.

.البلاغة:

1- فن التندير: في قال تعالى: {فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}. وهو فن ألمع إليه صاحب نهاية الأرب، وابن أبي الإصبع. وحدّه: أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة، أو نكتة مستطرفة، وهو يقع في الجد والهزل، فهو لا يدخل في نطاق التهكم، ولا في نطاق فن الهزل الذي يراد به الجد، ويجوز أن يدخل في نطاق باب المبالغة. وذلك واضح في مبالغته تعالى في وصف المنافقين بالخوف والجبن، حيث أخبر عنهم أنهم تدور أعينهم حالة الملاحظة كحالة من يغشى عليه من الموت.
2- الاستعارة المكنية: في قال تعالى: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ}.
حيث شبه اللسان بالسيف ونحوه، على طريق الاستعارة المكنية، فحذف المشبه به، واستعار شيئا من خصائصه وهو الضرب، وهذه الاستعارة تتأتى على تفسير السلق بالضرب.

.الفوائد:

{لو} المصدرية:
من أوجه {لو} أن تأتي حرفا مصدريا ك {أن} إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوعها بعد: ودّ أو يودّ أو ما في معناها، كقوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}.
ومن وقوعها بدون الفعل يود قول قتيلة بنت النضر بن الحارث، بعد أن قتل أبوها يوم بدر، وهي تخاطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
ما كان ضرّك لو مننت وربما ** منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

ويشكل عليهم دخولها على {أنّ} كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى: {وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ} وجوابه أن لو إنما دخلت على فعل محذوف مقدر بعد {لو} تقديره يودّوا لو ثبت أنهم بادون في الأعراب.

.[سورة الأحزاب: آية 21]:

{لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}.

.الإعراب:

في لام القسم لقسم مقدّر {قد} حرف تحقيق {لكم} متعلّق بخبر كان {في رسول} متعلّق بحال من أسوة {لمن} بدل من {لكم} بإعادة الجارّ، واسم كان ضمير هو العائد {كثيرا} مفعول مطلق نائب عن المصدر.
جملة: {كان لكم} {أسوة} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: {كان يرجو} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {يرجو} في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: {ذكر} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

.الصرف:

{أسوة} اسم بمعنى الاقتداء، وقد استعمل في الآية موضع المصدر وهو الائتساء، وزنه فعلة بضمّ فسكون.

.[سورة الأحزاب: آية 22]:

{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيمانًا وَتَسْلِيمًا (22)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {لمّا} ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب {قالوا} ما اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، والعائد محذوف الواو عاطفة ما نافية، وفاعل {زادهم} ضمير يعود على الوعد {إلّا} أداة حصر {إيمانا} مفعول به ثان عامله زادهم.
جملة: {رأى المؤمنين} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {هذا ما وعدنا اللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {صدق اللّه} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {وعدنا اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {ما زادهم إلّا إيمانا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه.

.البلاغة:

فن تكرير الظاهر: في قال تعالى: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}.
وهذا التكرير والإظهار، مع سبق الذكر، للتعظيم، ولأنه لو أعادهما مضمرين لجمع بين اسم اللّه تعالى واسم رسوله في لفظة واحدة، فقال وصدقا. وقد كره النبي ذلك، حين رد على أحد الخطباء، الذين تكلموا بين يديه، إذ قال: ومن يطع اللّه ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص اللّه ورسوله، قصد إلى تعظيم اللّه تعالى.

.[سورة الأحزاب: الآيات 23- 24]:

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)}.

.الإعراب:

{من المؤمنين} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر {رجال} ما اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {عليه} متعلّق ب {عاهدوا} الفاء عاطفة {منهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ من الواو عاطفة ما نافية {تبديلا} مفعول مطلق منصوب.
جملة: {من المؤمنين رجال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {صدقوا} في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة: {عاهدوا} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {منهم من قضى} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {قضى} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الأول.
وجملة: {منهم من} الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من الأولى.
وجملة: {ينتظر} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثاني.
وجملة: {ما بدّلوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من الثانية.
في للتعليل {يجزي} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {بصدقهم} متعلّق ب {يجزي} والمصدر المؤوّل {أن يجزي} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {صدقوا}.
الواو عاطفة {يعذّب} مضارع منصوب معطوف على {يجزي} {شاء} فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو {أو} حرف عطف {يتوب} معطوف على {يعذّب} منصوب، {عليهم} متعلّق ب {يتوب}.
وجملة: {يجزي اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {يعذّب} لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزي.
وجملة: {إن شاء} لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء تعذيبهم عذّبهم بأن يميتهم على النفاق.
وجملة: {يتوب} لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب.
وجملة: {إن اللّه كان} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كان غفورا} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{نحبه} اسم بمعنى الموت وزنه فعل بفتح فسكون.

.الفوائد:

من وجوه من:
تأتي من نكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها ربّ، في قول سويد بن أبي كاهل:
ربّ من أنضجت غيظا قلبه ** قد تمنّى لي موتا لم يطع

ووصفت بالنكرة، في نحو قولهم: مررت بمن معجب لك وقال حسان رضي اللّه عنه:
فكفى بنا فضلا على من غيرنا ** حبّ النبي محمد إيانا

يروى برفع {غيرنا} فيحتمل أن من على حالها، ويحتمل الموصولية. وعليهما فالتقدير على من هو غيرنا والجملة صفة أو صلة وقال تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ. فجزم جماعة بأنها موصوفة، وهو بعيد لقلة استعمالها وآخرون بأنها موصولة. وقال الزمخشري: إن قدرت ال في {الناس} للعهد فموصولة، كقوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} أو للجنس فموصوفة، كما في الآية التي نحن بصددها: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.

.[سورة الأحزاب: الآيات 25- 27]:

{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرًا (27)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {بغيظهم} متعلّق بحال من الموصول أي متلبّسين بغيظهم {القتال} مفعول به ثان منصوب {كان اللّه قويّا عزيزا} مثل كان غفورا رحيما.
جملة: {ردّ اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لم ينالوا} في محلّ نصب حال ثانية من الموصول.
وجملة: {كفى اللّه المؤمنين} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كان اللّه قويا} لا محلّ لها استئناف اعتراضي.
الواو عاطفة {من أهل} متعلّق بحال من فاعل ظاهروهم {من صياصيهم} متعلّق ب {أنزل} {في قلوبهم} متعلّق ب {قذف} {فريقا} مفعول به مقدّم عامله تقتلون.
وجملة: {أنزل} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {ظاهروهم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة: {قذف} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: {تقتلون} في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في قلوبه.
وجملة: {تأسرون} في محلّ نصب معطوفة على جملة تقتلو.
الواو عاطفة في المواضع الأربعة، أما الخامسة فاستئنافيّة {أرضهم} مفعول به ثان منصوب {على كلّ} متعلّق ب {قديرا}.
وجملة: {أورثكم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {لم تطئوها} في محلّ نصب نعت ل {أرضا}.
وجملة: {كان اللّه} {قديرا} لا محلّ لها استئنافيّة.